ماهو نظام الصوت المحيطي surround sound

ماهو المسرح المنزلي و ما هو المقصود بنظام الصوت المحيطي, و ما هي الفائدة المرجوة منه؟ هل هو زيادة في عدد السماعات فقط ام ان له ميزات اضافية؟ هذا ما سأحاول ان أشرحه في هذه المقالة.

المسرح المنزلي

لا شك ان معظمنا قد سمع بالصوت المحيطي Surround Sound  و خاصة في ما يتعلق بأنظمة المسرح المنزليHome theater  أو السينما المنزلية Home cinema  و التي هي وسيلة ترفيهية فى المنزل من خلالها يستطيع المشاهد الاستمتاع بالرؤية الساحرة للأفلام والمسلسلات والألعاب والاستماع الى الموسيقى. وهذا المفهوم قد لا يعرفه الكثير من الشخاص لأنهم لم يعيشوا هذه التجربة، ولا يعرفون كيف يكون لديهم هذا المسرح داخل المنزل.
فالسينما المنزلية هي مصطلح يشير إلى تكوين وتركيب معدات مرئية وسمعية في منزلك من أجل خلق الإحساس بمشاهدة الأفلام وكأنك في السينما. ومن أجل تحقيق هذا الأمر يجب ان تقوم بتأمين عدد من الأجهزة ذات التقنية الحديثة التي تجعلك تستمتع بما تشاهده و تسمعه.

أولا: شاشة كبيرة ذات دقة عالية.

ثانياً: جهاز وسائط متعددة.

ثالثاً: سماعات محيطية.

ما هو الصوت المحيطي؟

في بدايات هندسة الصوت كان التسجيل يتم على قناة واحدة او مونو Mono ومن ثم تطور الى ستيريو أي على قناتين يمين ويسار بحيث يتم توزيع الإشارة الصوتية الى هاتين القناتين، ولكن هذا لا يعني ان نقوم بتوصيل نفس الإشارة الى اليمين والى اليسار، بل يجب ان نقوم بالتسجيل ستيريو حتى نسمع الصوت ستيريو حتى نأخذ أبعاد المكان.

وبالعكس إذا قمنا بالتسجيل ستيريو وسمعنا الصوت من سماعة واحدة فلن يعطي خاصية الستيريو.

لتوضيح هذا الامر لنفرض انه لدينا شخصين في صالة يتحدثان، ووضعنا امام كل شخص مكرفون وقمنا بالتسجيل، من هذين الميكرفونين عن طريق مكسر وبحيث يكون التسجيل ستيريو.

الان لو تحدث الشخص الذي يقف على اليمين فإن الإشارة سوف تظهر على القناة اليمنى بشكل أعلى من الإشارة التي على اليسار. ولو استمعنا الى التسجيل (صوت دون صورة) لأدركنا فوراً ان هذا الشخص الذي يتكلم يقف على اليمين، وذلك لأن الاذن تعطي الإحساس بالمكان. اما لو تم التسجيل مونو فلن نشعر بهذا الامر، ولن تعرف إذا كان الشخص موجود على اليمين او على اليسار.

الان تخيل نفسك جالس في أحد المقاعد على الشارع العام، وانت مغمض العينين، وتمر السيارات أمامك من اليمين الى اليسار. ألن تحذر ان السيارات تأتي من أي اتجاه وتذهب الى أي اتجاه رغم أنك لا تراها؟

لأن الاذن تدرك الصوت المحيطي وترسل الإشارات الى الدماغ فتعطينا الإحساس بالمكان.

الان لو قمنا بالتسجيل المونو ووضعنا سماعتين يمين ويسار فإننا سوف نسمع صوت السيارات وهو يتغير في المستوى من منخفض ثم يعلى ويعود للانخفاض، في هذه الحالة فإن تسجيل المونو يعطينا إحساس بإقتراب السيارة وابتعادها، دون ان نعرف اتجاه السيارة. بينما لو قمنا بالتسجيل ستيريو فإن صوت السيارة القادمة من اليمين سوف نسمعه من السماعة اليمين فقط و يزداد الصوت من هذه السماعة كلما اقتربت السيارة, و من سماعة اليسار يكون صوتها ضعيفاً و بهذا نشعر بجهة قدوم السيارة, انه من اليمين, و بما أن الصوت يعلو تدريجياً فإن الدماغ يفسر ان السيارة تقترب, حتى تصبح السيارة أمامك فيكون هناك تساوي بين صوت سماعة اليمين و سماعة اليسار, و من ثم تصبح العملية عكسية, أي يضعف الصوت في سماعة اليمين و يكون عالي في اليسار, و هكذا طالما ان صوت السيارة في السماعة اليسار أعلى من اليمين فهذا يعطي الإحساس بأن السيارة هي على يسار المستمع, و بما أن صوت السيارة يتخامد تدريجياً, فهذا الامر يفسره الدماغ ان السيارة تبتعد عن الشخص من جهة اليسار.

ولهذا يسمى نظام ستيريو انه ذو قناتين L , R

الان لو تم التسجيل بحيث يكون هناك قناة في المنتصف Center, و أثناء التسجيل قمنا بما ذكرنا سابقاً, عندما تكون السيارة في الجهة اليمنى يكون الصوت في السماعة اليمنى فقط و عندما تقترب السيارة يعلو صوت السماعة اليمين R ويبدأ الصوت بالظهور في سماعة المنتصف C, و هكذا تدريجياً حتى يصبح الصوت كله من السماعة الوسط Cمما يعطي الإيحاء ان السماعة أمام الشخص المستمع. وعندما تبدأ السيارة بالابتعاد يخف صوت سماعة الوسط C ويكون الصوت أعلى في اليسار مما يعطي الاحساس ان السيارة أصبحت على يسار الشخص، وكلما ابتعدت يختفي الصوت (او يخف كثيراً) من سماعة الوسط ويظهر في سماعة اليسار، حتى يختفي تماماً.

لو استمعت الى التسجيل بهذه الطريقة وبدون مشاهدة الصورة فإن الصوت سوف يعطيك الإحساس بالمكان. و هنا التسجيل يسمى LCR . ويكون عبارة عن ثلاثة أقنية  وهي الأنظمة التي كانت تستخدم في السينما حتى اَخر فترة.

في بعض الأنظمة الصوتية تكون السماعة المنتصف هي سماعة ساب ووفر Subwoofer, تعطي الترددات المنخفضة التي لا تستطيع السماعات اليمين و اليسار انتاجها, وفي هذه الحالة لا نستطيع القول ان النظام هو ذو ثلاثة أقنية و يسمى النظام هنا 2.1 اي سماعتين و ساب ووفر.

الان ما ذا لو كانت السيارة التي تمر هي من خلف الشخص الجالس على جانب  الطريق، الن يشعر  ان السيارة تأتي من خلفه و ليس من أمامه, و لهذا دعت الحاجة الى إضافة قناتين اضافيتين الى يمين و الى يسار و لكن من الخلف و الصوت الذي يصدر من هذه السماعات هو اذا كان صوت السيارة يأتي من الخلف,

في هذه الحالة يكون لدينا سماعتين في الامام يمين و يسار, و سماعتين في الخلف يمين ويسار و سماعة في المنتصف و سماعة إضافية هي الساب ووفر. فلو جلست في منتصف هذه السماعات فيعطيك الإحساس كأنك جالس مكان الشخص الذي يجلس في الشارع. حيث لو مرت سيارة من الخلف يأتيك الصوت من السماعات الخلفية، و لو كانت السيارة تمرمن الامام فلن تسمع صوت في السماعات الخلفية وستسمعه من السماعات الامامية، لوكان هناك صوت كلب ينبح من بعيد من الخلف من الخلف و صوت باب عمارة على اليمين من الامام فإن الصوت يصدر من السماعات التي يأتي منها الصوت, لذلك يعطي هذا النظام الإيحاء كأنك جالس وسط المكان  الذي تشاهده, و يسمى هذا النوع 5.1 أي خمس سماعات إضافة الى سماعة الساب ووفر.

لذلك عند مشاهدة فيلم مسجل بهذه التقنية وباستخدام النظام المتوافق معه فسوف تكون متعة المشاهدة مضاعفة، مثلا لو كان الفيلم حربي فسيعطي المشاهد الإيحاء بأنه جالس في وسط المعركة. واذا كانت لعبة الكترونية فستكون متعة اللعب أكبر بكثير.

ويبدو ان هذه التقنية ونظراً لانتشارها واعجاب الناس بها و الصدى الكبير الذي نالته دفعت الشركات الى اختراع أنظمة 7.1   عبر إضافة سماعتين على يمين و يسار المشاهد، اضافة الى السماعات الستة, مما يعطي وضوح و ايحاء اعلى و أكبر من النظام 5.1 و لكن لا شك فأن التسجيل 5.1 لن يعطي ميزات نظام 7.1 اذا تم تشغيله على هذا النظام.

ومن ثم أصبحت تتوافر أيضا أنظمة 7.2 أي سبع سماعات أساسية و سماعتين ساب ووفر.

علما ان سماعات الساب ووفر يمكن وضعها في أ مكان أمام المستمع او المشاهد و ذلك لأن الترددات المنخفضة التي تنتجها تملأ المكان بشكل كامل و هي ترددات غير اتجاهية, على عكس الترددات المتوسطة والعالية التي ينبغي ان تكون موجهة باتجاه المستمع حتى تأتي فائدتها.

 

وغني عن القول انه للحصول على ميزات هذه الأنظمة فأنه يجب ان يكون الفلم مسجل بهذه التقنية ولن تأخذ الاحساس والمتعة من هذا النظام إذا لم يكن الفلم يدعم هذه التقنية. لأن الفلم اذا كان عاديا فسوف تسمع الصوت من كل السماعات بنفس الدرجة تقريباً و لن يكون هناك فائدة سوى ان صوت الفلم يأتيك من عدة سماعات محيطة بك دون الإحساس بالصوت المحيطي.

ذلك اذا لم تضع أفلام ذات جودة مناسبة فلن تأخذ ميزات هذه الأنظمة سوى انك دفعت فلوس أكثر عليها, و لكن بالحقيقة حتى لو لم تكن المادة التي تشاهدها او تستمع اليها لا تدعم الصوت المحيطي فإن توزيع هذه السماعات حولك في الغرفة سوف يكون ذو متعة أكبر بكثير من وجود فقط سماعتين أو ثلاث أمامك.

أشهر هذه الانظمة هي 2.1 و 5.1 و 7.1 و اضافة اليها أصبحت تتوفر أيضا أنظمة 9.1 و أنظمة 11.2 و تتوزع في الصالة كما في الشكل التالي:

 

إن الصوت محيط بك من كل الاتجاهات لا شك فإنه يجعلك تستمتع بشكل أكبر من قبل, هذا بالنسبة لمن يستخدم سماعات 2.1 اما لمن يعتمد على صوت سماعات التلفزيون وانتقل الى أحد هذه الأنظمة فإنه سوف يجد فرقأ كبيرا جدا جدا في نوعية و متعة المشاهدة و الاستماع.

انصح كل من لم يجرب هذه الأنظمة ان يدخر قليلا من المال لشراء أحد هذه الأنظمة لأن نظام الصوت المحيطي يضفي واقعية للفيلم ويشعرك وكأنك تجلس وسط المشهد المعروض، او لو كنت تستمع لتسجيل صوتي فقط وليس فيلما، فستشعر كأنك تجلس مع المتحدث لا تسمعه عبر تسجيل صوتي.

تتوافر في الأسواق العديد من المنتجات الرخيصة و المتوسطة و الغالية و الغالية جداً. و حتى أنه توجد بعض الانواع الباهظة التي يتجاوز سعرها مئات الألوف من الدولارات.

سأحاول في المقالة التالية ان استعرض بعض أنواع هذه الأنظمة المنزلية و التي أسعارها متوسطة الى رخيصة نوعا ما و التي غالبا تكون متوفرة في الأسواق العربية.

المهندس سعيد سليمان